فصل: عرض الرسول نفسه على قبائل العرب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير **


 عرض الرسول نفسه على قبائل العرب

أخبرنا محمد بن إبراهيم المقدسي الإمام قراءة عليه وأنا حاضر في الرابعة وعبد الرحيم بن يوسف المزي قراءة عليه وأنا أسمع بالجامع الأزهر قال الأول أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بن زيد قراءة عليه وأنا أسمع وقال الثاني أخبرني أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد سماعاً عليه في الخامسة قالا أنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قال أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني قال أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق ثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى ابن إبراهيم الحاسب ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبد الله الأسدي ثنا إسرائيل يعني ابن يونس عن عثمان بن أبي المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف ويقول ألا رجل يعرض علي قومه فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي‏.‏

وأخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الموصلي بقراءة والدي عليه وغازي بن أبي الفضيل بن عبد الوهاب الدمشقي بقراءتي عليه قالا أنا ابن طبرزد قال أنا ابن الحصين قال أنا ابن غيلان قال أنا محمد بن عبد الله الشافعي ثنا اسحق بن الحسن بن ميمون الحربي ثنا عبد الله بن رجاء ثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثنا محمد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عباد أو عباد الدؤلي يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على الناس في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول يا أيها الناس إن الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً قال ووراءه رجل يقول يا أيها الناس إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم فسألت من هذا الرجل فقيل أبو لهب‏.‏

وذكر ابن اسحق عرضه عليه السلام نفسه على كندة وعلى كلب وعلى بني حنيفة قال ولم يك أحد من العرب أقبح رداً عليه منهم وعلى بني عامر بن صعصعة‏.‏وذكر الواقدي دعاءه عليه السلام بني عبس إلى الإسلام وأنه أتى غسان في منازلهم وبني محارب كذلك‏.‏

وذكر قاسم بن ثابت فيما رأيته عنه من حديث عبد الله ابن عباس عن علي بن أبي طالب في خروجهما هو وأبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال علي وكان أبو بكر في كل خير مقدماً فقال ممن القوم فقالوا من شيبان بن ثعلبة فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر في قومهم وفيهم مفروق بن عمر وهانئ بن قبيصة ومثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان مفروق بن عمر قد غلبهم جمالاً ولساناً وكانت له غديرتان وكان أدنى القوم مجلساً من أبي بكر رضي الله عنه فقال له أبو بكر رضي الله عنه كيف العدد فيكم فقال مفروق أنا لنزيد على الألف ولن تغلب الألف من قلة فقال أبو بكر كيف المنعة فيكم فقال مفروق علينا الجهد ولكل قوم جد فقال أبو بكر فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم فقال مفروق إنا لأشد ما نكون غضباً لحين نلقى وأنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا ويديل علينا أخرى لعلك أخو قريش فقال أبو بكر أوقد بلغكم أنه رسول الله فها هو ذا فقال مفروق قد بلغنا أنه يذكر ذلك فإلام تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن تؤوني وتنصروني فإن قريشاً قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد فقال مفروق وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ‏"‏ فقال مفروق وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ‏"‏ فقال مفروق دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك وكأنه أراد أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال هذا هانئ ابن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا فقال هانئ قد سمعنا مقالتك يا أخا قريش وإني أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر زلة في الرأي وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقداً ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة فقال وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا فقال المثنى قد سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا واتباعنا دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر وإنا إنما نزلنا بين صريي اليمامة والسمامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذان الصريان فقال أنهار كسرى ومياه العرب فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان من مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثاً ولا نؤوي محدثاً وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه أنت هو مما يكرهه الملوك فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسأتم في الرد إذ فصحتم في الصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاط من جميع جوانبه أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نسائهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم لك ذا فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ‏"‏ ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فقال يا أبا بكر يا أبا حسن أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض وبها يتجاوزون فيما بينهم قال ثم دفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا صدقاً صبراً ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك كله يدعو إلى دين الله ويأمر به كل من لقيه ورآه من العرب إلى أن قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف من الأوس فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأسلام فلم يبعد ولم يجب ثم انصرف إلى يثرب فقتل في بعض حروبهم‏.‏

قال ابن اسحق فإن كان رجال من قومه ليقولون إنا نراه قد قتل وهو مسلم‏.‏

وقد مكة أبو الحيسر أنس بن رافع في فتية من قومه بني عبد لأشهل يطلبون الحلف فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقال رجل منهم اسمه إياس بن معاذ وكان شاباً يا قوم هذا والله خير مما قدمنا له فضربه أبو الحيسر وانتهره فسكت ثم لم يتم لهم الحلف فانصرفوا إلى بلادهم ومات إياس بن معاذ فقيل أنه مات مسلماً‏.‏

بدء إسلام الأنصار وذكر العقبة الأولى ‏"‏ والأنصار بنو الأوس والخزرج ابني حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء ابن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد دراء بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ عامر بن يشجب بن يعرب بن يقطن بن قحطان‏.‏قال ابن اسحق فلما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه وإنجاز موعده له خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقي فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم فبينما هو عند العقبة لقي رهطاً من الخزرج أراد الله بهم خيراً فقال لهم من أنتم قالوا نفر من الخزرج قال أمن موالي يهود قالوا نعم قال أفلا تجلسون أكلمكم قالوا بلى فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم وكانوا أهل علم وكتاب وكانوا هم أهل شرك أصحاب أوثان وكانوا قد غزوهم ببلادهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم إن نبياً مبعوثاً الآن قد أظل زمانه نتبعه نقتلكم معه قتل عاد وارم فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله قال بعضهم لبعض تعلموا والله أنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له إنا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا‏.‏

وهم فيما ذكر لي سنة نفر من الخزرج ثم من بني النجار وهم تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار‏.‏

وعوف بن الحرث بن رفاعة بن الحرث بن سواد بن غنم بن مالك وهو ابن عفراء‏.‏

ومن بني زريق رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق‏.‏

ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة قطبة بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد‏.‏

ومن نبي سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن تزيد بن جشم ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام‏.‏

ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد‏.‏

قال أبو عمر ومن أهل العلم باليسير العقبة الثانية ‏"‏ حتى إذا كان العام المقبل قدم مكة من الأنصار اثنا عشر رجلاً منهم خمسة من الستة الذين ذكرناهم أبو أمامة وعوف بن عفراء ورافع بن مالك وقطبة وعقبة وبقيتهم معاذ بن الحرث بن رفاعة وهو ابن عفراء أخو عوف المذكور‏.‏

وذكوان ابن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الزرقي وذكروا أنه رحل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فسكنها فهو مهاجري أنصاري قتل يوم أحد‏.‏

وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج‏.‏

ومن بني سالم بن عوف بن عمر بن عوف بن الخزرج العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم‏.‏

ومن حلفائهم يزيد بن ثعلبة بن حزمة - بسكون الزاي والطبري يفتحها - بن أصرم بن عمرو ابن عمارة - بفتح العين وتشديد الميم - بن مالك من بني فزارة من بلي ومن الأوس بن حارثة أخي الخزرج ثم من بني جشم أخي عبد الأشهل بن جشم بن الحرث بن الخزرج من يعده مولى لهم من بلي‏.‏

ومن بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس عويم بن ساعدة بن عايش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن زيد بن أمية بن زيد فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء عند العقبة على بيعة النساء ولم يكن ولم يكن أمر بالقتال بعد‏.‏

أخبرنا أحمد بن يوسف السماوي بقراءة والدي عليه سنة ست وسبعين قال أنا أبو روح المطهر بن أبي بكر البهيقي سماعاً عليه قال أنا أبو بكر الطوسي قال أنا نصر الله بن أحمد الخشنامي قال أنا أحمد بن الحسن النيسابوري قال أنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت قال بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفراً أنا منهم فتلا عليهم آية النساء لا تشركوا بالله شيئاً ثم قال ومن وفى فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو طهر له أو قال كفارة ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه فأمره إن شاء الله غفر له وإن شاء الله عذبه‏.‏

رواه البخاري‏.‏

حدثني اسحق بن منصور قال أنا يعقوب ابن إبراهيم ثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه فذكره بمعناه فلما انصرفوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ابن أم مكتوم ومصعب بن عمير يعلم من أسلم منهم القرآن ويدعو من لم يسلم إلى الإسلام فنزل مصعب بن عمير على أسعد بن زرارة وكان مصعب بن عمير يدعى المقرئ والقارئ وكان يؤمهم وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض فجمع بهم أول جمعة جمعت في الإسلام‏.‏

وعند ابن اسحق أول من جمع بهم أبو أمامة أسعد بن زرارة‏.‏

روينا عن أبي عروبة ثنا هاشم بن القاسم ثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال بلغنا أن أول ما جمعت الجمعة بالمدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع بالمسلمين مصعب بن عمير بن عبد مناف‏.‏

وبه قال ثنا هاشم ابن وهب قال أخبرني ابن جريح عن سليمان بن موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه يأمره بذلك‏.‏

وروينا من طريق أبي داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن إدريس عن محمد بن اسحق عن محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة فقلت له إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة فقال لأنه أول من جمع بنا في هزم النبيت من حرة بني بياضة في بقيع يقال له بقيع الخضمات قلت كم أنتم يومئذ قال أربعون‏.‏

بقيع الخضمات بالباء وقع في هذه الرواية وقيده البكري بالنون وقال هزم النبيت جبل على بريد من المدينة‏.‏

قال السهيلي تجميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة وتسميتهم إياها بهذا الاسم هداية من الله لهم قبل أن يؤمروا بها ثم نزلت سورة الجمعة بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فاستقر فرضها واستمر حكمها ولذلك قال عليه السلام أضلته اليهود والنصارى وهداكم الله له‏.‏وذكر عبد الرحمن بن حميد ثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سير بن قال جمع أهل المدينة قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقبل أن تنزل الجمعة الحديث‏.‏

وروى الدارقطني عن ابن عباس إذن النبي صلى الله عليه وسلم بها لهم قبل الهجرة‏.‏

وقد روينا من طريق أبي عروبة الأثر عن سليمان بن موسى بذلك‏.‏

 إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير

على يدي مصعب بن عمير

قال ابن اسحق‏:‏ وحدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد دار بني عبد الأشهل ودار بني ظفر فدخل حائطاً من حوائط بني ظفر فجلسا فيه واجتمع إليهما رجال ممن أسلم وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير يرومئذ سيد قومهما وكلاهما مشرك على دين قومه فلما سمعا به قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير لا أبالك انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارينا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارينا فإنه لولا أن سعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدماً فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه ثم قال مصعب إن يجلس هذا أكلمه قال فوقف عليهما متشتماً فقال ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة فقال له مصعب أوتجلس فتسمع فإن رضيت أمراً قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره قال أنصفت ثم ركز حربته وجلس إليهما فكلمه مصعب بالإسلام قبل أن يتكلم ثم قال ما أحسن هذا وأجمله كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخوا في هذا الدين قالا له تغتسل فتطهر وتطهر ثويبك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي فقام فاغتسل وطهر ثويبه وتشهد شهادة الحق ثم قام فركع ركعتين ثم قال لهما إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه وسأرسله إليكما الآن وهو سعد بن معاذ ثم أخذ حربته فانصرف إلى سعد وقومه وهم جلوس في ناديهم فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلاً قال أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف على النادي قال له سعد ما فعلت قال كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأساً وقد نهيتهما فقالا نفعل ما أحببت وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليخفروك فقام سعد مغضباً مبادراً تخوفاً للذي ذكر له من بني حارثة فأخذ الحربة من يده وقال والله ما أراك أغنيت عما شيئاً ثم خرج إليهما فلما رآهما سعد مطمئنين عرف أن أسيداً إنما أراد منه أن يسمع منهما فوقف عليهما متشتماً ثم قال لأسعد بن زرارة يا أبا أمامة أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت مني هذا أتغشانا في دارينا بما نكره وقد قال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه من قومه إن يتبعك لا يتخلف عنك منهم اثنان قال فقال له مصعب أوتقعد فتسمع فإن رضيت أمراً قبلته وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره قال سعد أنصفت ثم ركز الحربة وجلس فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن قالا فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم ثم قال لهما كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين قالا تغتسل فتطهر وتطهر ثوبيك ثم تشهد شهادة الحق ثم تركع ركعتين قال فقام فاغتسل وطهر ثوبيه ثم شهد شهادة الحق ثم ركع ركعتين ثم اخذ حربته فأقبل عامداً إلى نادي قومه ومعهم أسيد بن حضير فلما رآه قومه مقبلاً قالوا نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عنكم فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم قالوا سيدنا وأفضلنا رأياً وأيمننا نقيبة قال فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله قال فوالله ما أمسى في دار بني الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلماً أو مسلمة‏.‏قال أبو عمر حاشي الأصيرم وهو عمرو بن ثابت بن وقش فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد فأسلم واستشهد ولم يسجد لله سجدة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة‏.‏

رجع إلى ابن اسحق قال ورجع مصعب إلى منزل أسعد بن زرارة فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف وتلك أوس الله وهم من الأوس بن حارثة قال أبو عمر وكانوا سكاناً في عوالي المدينة فأسلم منهم قوم وكان سيدهم أبو قيس صيفي بن الأسلب فتأخر إسلامه وإسلام سائر قومه إلى أن مضت بدر وأحد والخندق ثم أسلموا كلهم‏.‏

ورأيت في التاريخ الأوسط للبخاري أن أهل مكة سمعوا هاتفاً يهتف قبل إسلام سعد بن معاذ‏:‏ فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف فحسبوا أنه يريد القبيلتين سعد بن هزيم بن قضاعة وسعد بن زيد مناة بن تميم حتى سمعوه يقول‏:‏ فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصراً ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف أجيبنا إلى داعي الهدى وتنميا على الله في الفردوس منية عارف في أبيات وقد روينا ذلك أطول من هذا‏.‏

 البراء بن معرور وصلاته إلى القبلة وذكر العقبة الثالثة

قال ابن اسحق ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة وخرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك حتى قدموا مكة فواعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق فحدثني معبد بن كعب بن مالك أن أخاه عبد الله وكان من أعلم الأنصار حدثه أن أباه كعباً حدثه وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها قال خرجنا من حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ومعنا البراء بن معرور سيدنا وكبيرنا فلما وجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا يا هؤلاء إني قد رأيت رأياً والله ما أدري أتوافقوني عليه أم لا قلنا وما ذاك قال رأيت أن لا أدع هذه البنية مني بظهر يعني الكعبة وأن أصلي إليها قال قلنا والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه قال فقال إني لمصل إليها قال قلنا لكنا لا نفعل قال فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال وقد كنا عبنا عليه ما صنع وأبى إلا الإقامة على ذلك فلما قدمنا مكة قال لي يا ابن أخي انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فإنه والله لقد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه قال فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك فلقينا رجلاً من أهل مكة فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل تعرفانه قلنا لا قال فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه قلنا نعم قال وكنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجراً قال فإذا دخلتما المسجد هو الرجل الجالس مع العباس قال فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك قال فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر قال نعم قال فقال له البراء بن معرور يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للإسلام فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها وخالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء فماذا ترى يا رسول الله قال لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها‏.‏

فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى إلى الشام وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس كما قالوا نحن أعلم به منهم ثم خرجنا إلى الحج وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من واسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من ساداتنا أخذناه وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلمناه وقلنا له يا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة قال فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيباً فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم تسلل القطا مستخفين حتى اجتمعنا في الشعب عن العقبة ونحن ثلاثة وسبعون رجلاً ومعنا امرأتان من نسائنا نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع قال فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له فلما جلس كان أول من تكلم فقال يا معشر الخزرج وكانت العرب إنما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج خزرجها وأوسها إن محمداً منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه فهو في عز من قومه ومنعة في بلده وأنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم ما تحملتم من ذلك وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده قال فقلنا له قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت قال فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلى الله ورغب في الإسلام ثم قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم قال فأخذ البراء ابن معرور بيده ثم قال نعم والذي بعثك بالحق لمنعنك مما تمنع منه نساءنا أزرنا فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر قال فاعترض القول - والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبو الهيثم بن التيهان فقال يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطعوها يعني اليهود فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً يكونون على قومهم بما فيهم فأخرجوا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس فمن الخزرج ثم من بني النجار أسعد بن زرارة بن عدس ومن بني مالك الأغر‏.‏

وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر‏.‏

ومن بني زريق رافع بن مالك بن العجلان‏.‏

ومن بني سلمة ثم بني حرام عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام‏.‏

ومن بني عبيد بن عدي ابن غنم بن كعب بن سلمة البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد‏.‏

ومن بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة بن ثعلبة بن طريف‏.‏

ومن بني ثعلبة بن الخزرج أخي طريف المنذر بن عمرو بن خنيس بن رذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة‏.‏

ومن بني غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج عبادة بن الصامت‏.‏

ومن الأوس أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد ابن عبد الأشهل‏.‏

ومن بني السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس سعد بن خيثمة بن الحرث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب ابن حارثة بن غنم بن السلم‏.‏

ومن بني أمية بن زيد رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية‏.‏

قال ابن هشام وأهل العلم يعدون فيهم أبا الهيثم بن التيهان بدل رفاعة‏.‏

وروينا عن أبي بكر البهيقي بسنده إلى مالك قال فحدثني شيخ من الأنصار أن جبريل عليه السلام كان يشير له إلى من يجعله نقيباً‏.‏

وقد قيل إن الذي تولى الكلام مع الأنصار وشد العقد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة‏.‏

وروينا من طريق العدني ثنا يحيى بن سليم عن ابن خيثم عن أبي الزبير عن جابر فذكر حديث العقبة وفيه فأخذ بيده يعني النبي صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين إلا أنا فقال رويداً يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا نحن نعلم أنه رسول الله وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فأما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم بقتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله فقالوا يا أسعد أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها الحديث‏.‏وقيل بل العباس بن عبادة بن نضلة‏.‏

روينا عن ابن اسحق قال حدثني عاصم ابن عمر بن قتادة أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلمقال العباس بن عبادة بن نضلة يا معشر الخزرج أنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فذكر نحو ما تقدم قال فأما عاصم فقال والله ما قال ذلك العباس إلا ليشد العقد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما عبد الله بن أبي بكر فقال ما قال ذلك العباس إلا ليؤخر القوم تلك الليلة رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبي سلول فيكون أقوى لأمر القوم فالله أعلم أي ذلك كان‏.‏

وكانت هذه البيعة على حرب الأسود والأحمر وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه واشترط عليهم لربه وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنة فأول المبايعين فيها مختلف فيه‏:‏ فرويناه عن ابن اسحق من طريق البكائي ومن طريق أبي عروبة عن سليمان ابن سيف عن سعيد بن بزيع عنه قال بنو النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنو عبد الأشهل يقولون بل أبو الهيثم بن التيهان وقد تقدم أنه البراء بن معرور‏.‏فلما انتهت البيعة صرخ الشيطان من رأس العقبة يا أهل الجباجب هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أزب العقبة أتسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك فاستأذنه العباس ابن عبادة في القتال فقال لم نؤمر بذلك وتطلب المشركون خبرهم فلم يعرفوه ثم شعروا به حين انصرفوا فاقتفوا آثارهم فلم يدركوا إلا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو فأما سعد فكان ممن عذب في الله وأما المنذر فأعجزهم وأفلت‏.‏

ونمى خبر سعد بن عبادة إلى جبير بن مطعم والحرث بن حرب ابن أمية على يدي أبي البختري بن هشام فأنفذه الله بهما‏.‏

وقال ضرار بن الخطاب الفهري‏:‏ تداركت سعداً عنوة فأخذته وكان شفاء لو تداركت منذرا ولو نلته طلت هناك جراحه وكان حرياً أن يهان ويهدرا فأجابها حسان بأبيات ذكرها ابن اسحق‏.‏

فلما قدموا المدينة أظهروا الإسلام وكان عمرو بن الجموح ممن بقي على شركه وكان له صنم يعظمه فكان فتيان ممن أسلم من بني سلمة يدجلون بالليل على صنمه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة منكساً رأسه في عذر الناس فإذا أصبح عمرو قال ويحكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه فإذا أمسى عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك إلى أن غسله مرة وطهره ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال له ما أعلم من يصنع بك ما أرى فإن كان فيك خير فامتنع بهذا السيف معك فلما أمسى ونام عمرو غدوا عليه وأخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلباً ميتاً فقرنوه به بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر من عذر الناس وغدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر منكساً مقروناً بكلب ميت فلما فرآه أبصر شأنه وكلمه من أسلم من قومه فأسلم رضي الله عنه وحسن إسلامه‏.‏وهذه تسمية من شهد العقبة ‏"‏ وكانوا ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين وهذا هو العدد المعروف وإن زاد في التفصيل على ذلك فليس ذلك بزيادة في الجملة وإنما هو لمحل الخلاف فيمن شهد فبعض الرواة يثبته ويعضهم يثبت غيره بدله وقد وقع ذلك في غير موضع في أهل بدر وشهداء أحد وغير ذلك‏.‏وهم من الأوس ثم من بني عبد الأشهل أسيد بن حضير أبو الهيثم مالك بن التيهان سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وسعد بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج وبنو جشم عدادهم في بني عبد الأشهل شهداء العقبة في قول الواقدي وحده وهو معدود في البدريين عند غيره‏.‏

وقد اختلف في نسبه وهو عند ابن اسحق سعد بن زيد ابن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل‏.‏

ومن بني حارثة بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم ابن حارثة أبو بردة هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم ابن ذبيان بن هميم بن كاهل بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة حليف لهم بهيز بن الهيثم بن نامي بن مجعة بن حارثة بن الحرث بن الخزرج - وبهيز بالباء الموحدة عند بعضهم وبالنون عند آخرين‏.‏

ومن بني عمرو ابن عوف سعد بن خيثمة بن رفاعة بن عبد المنذر عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن معن بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة عويم بن ساعدة‏.‏ومن الخزرج ثم من بني النجار أسعد بن زرارة النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحرث بن سواد بن غنم عند الواقدي وحده‏.‏

ومن بني مبذول عامر بن مالك بن النجار سهل بن عتيك بن النعمان بن زيد بن معاوية بن عمرو بن عتبك ابن عمرو بن عامر‏.‏

ومن بني حديلة أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وحديلة أم معاوية بن عمرو وهي ابنة مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ولم يذكره ابن اسحق‏.‏

ومن بني مغالة وهم بنو عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام‏.‏

ومن بني مازن بن النجار قيس بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول وابن هشام يقول‏:‏ هو غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء وغيرهما يثبتهما معاً‏.‏

ومن بني الحرث بن الخزرج عبد الله بن رواحة يعد بن الربيع خارجة بن يزيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس - بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام للدارقطني وبكسرها وتخفيف اللام عند غيره - ابن زيد بن مناة بن مالك الأغر خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة ابن امرئ القيس بن مالك الأغر عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد الحرث بن الخزرج‏.‏

وبعضهم يقول في زيد زيد مناة وابن عمارة يسقط ثعلبة صاحب الآذان‏.‏

ومن بني الأبجر خدرة بن عوف بن الحرث بن الخزرج عبد الله بن ربيع ابن قيس بن عامر بن عباس الأبجر‏.‏

ومن بني أخيه خدارة بن عوف عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحرث أبو مسعود وكان أحدثهم سناً وابن اسحق يسقط منه عطية وأسيرة عنده بالياء يسيرة وذكرها الدارقطني وأبو بكر الخطيب عن ابن اسحق نسيرة بالنون المضمومة ووهم الأمير وابن عبد البر من قبل ذلك وأما ابن عقبة فقال أسيرة بفتح الهمزة وكذلك اختلفوا في تقييد عسيرة فمنهم من يفتح العين ويكسر السين ومنهم من يفتح السين وبضم العين وخدارة منهم من يقولها بالجيم ومنهم من يقولها بالخاء المعجمة والذين يقولونها بالجيم منهم من يضمها ومنهم من يكسرها‏.‏

ومن بني زريق ابن عبد حارثة رافع بن مالك بن العجلان ذكوان بن عبد قيس عباد بن قيس ابن عامر بن خالد بن عامر بن زريق بدل الحرث بن قيس خالد بن مخلد بن عامر بن زريق وعند ابن الكلبي خلدة بدل خالد‏.‏

ومن بني بياضة بن عامر بن زريق زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة فروة ابن عمرو بن ودقة بن عبيد بن عامر بن بياضة خالد بن قيس بن مالك بن العجلان ابن عامر بن بياضة‏.‏

ومن بني سلمة ثم من بني عبيد البراء بن معرور وابنه بشر سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد‏.‏قال ابن سعد لا أحسبه إلا وهماً ومعقل ويزيد ابنا المنذر بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد ومسعود بن يزيد بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد والضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد ويزيد بن خدام - وبعضهم يقول حرام - بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد وجبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد ويقال خناس والطفيل بن مالك بن خنساء بن سنان بن عبيد‏.‏

ومن بني سلمة أيضاً ثم من بني سواد ثم من بني كعب ابن سواد كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين وعند غيره كعب بن أبي كعب بن عمرو بن القين بن كعب بن سواد رحل‏.‏

ومن بني غنم بن سواد قطبة ابن عامر بن حديدة وأخوه يزيد بن عمرو بن حديدة أبو اليسر كعب بن عمرو ابن عباد بن عمرو بن غنم صيفي بن سواد بن عباد المذكور خمسة‏.‏

ومن بني نابي ابن عمرو بن سواد ثعلبة بن غنمة بن عدي بن نابى عبد الله بن أنيس بن أسعد ابن حرام بن حبيب بن مالك بن عنم بن كعب بن تيم بن بهثة بن ناشزة بن يربوع بن البرك وبرة والبرك دخل في جهينة حليف لهم‏.‏

وعند أبي عمر تيم بن نفاثة ابن إياس بن يربوع خمسة وعامر بن نابى أبو عقبة المذكور في العقبة الأولى ذكره ابن الكلبي وعمير بن عامر بن نابى شهد المشاهد كلها قال ابن الكلبي قال الدمياطي ولم أر من تابعه على ذكر عمير في الصحابة‏.‏

ومن بني سلمة ثم من بين حرام عبد الله بن عمرو بن حرام ابنه جابر ثابت بن الجذع ثعلبة بن زيد ابن الحرث بن حرام عمير وقيل عمرو بن الحرث بن ثعلبة بن الحرث بن حرام وابن هشام يقول لبدة بدل ثعلبة عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام ابنه معاذ‏.‏

ولم يذكر ابن اسحق عمر لخديج بن سلامة بن أوس بن عمرو بن كعب بن القراقر بن الضحيان أبو شبات حليف لهم من قضاعة سبعة‏.‏

ومن بني أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي عداده في بني سلمة لأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجند ابن قيس بن صخر بن سنان بن عبيد لأمه‏.‏

ومن بني غنم بن عوف أخي سالم الحبلي عبادة بن الصامت العباس بن عبادة بن نضلة يزيد بن ثعلبة البلوي حليفهم عمر بن الحرث بن لبدة بن عمرو بن ثعلبة مالك بن الدخشم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة بن غنم وأبو معشر ينكر شهوده العقبة خمسة وهم من القوافل‏.‏

ومن بني الحبلي سالم رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم وابنه مالك بن رفاعة ذكره الأموي وعقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان حليف لهم ثلاثة‏.‏

ومن بني ساعدة سعد بن عباد المنذر بن عمرو والمرأتان من بين مازن بن النجار نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن أم عمارة‏.‏

ومن بني سلمة أم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي‏.‏

قال أبو عمر وقد ذكر بعض أهل السير فيهم أوس بن عباد بن عدي في بني سلمة‏.‏